الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات كورونا القطط... سلالة متحورة ضارية تتفشى في قبرص وآلاف الإصابات في صفوفهم

نشر في  14 أوت 2023  (15:44)

لا تباع القطط في محال الحيوانات الأليفة في قبرص، لكن يمكن اقتناؤها من الطرقات، أو عبر الجمعيات التي تقدّم لها الرعاية الصحية، وتمكن ملاحظة القطط بكثرة في الحدائق والشوارع، وعند كلّ زاوية تمكن رؤية أوعية الطعام والماء المتروكة من قبل السكان، والجمعيات الأهلية.

ومع تزايد الإصابات بفيروس "كورونا القطط"، نفت جمعية الأطباء البيطريين في قبرص، ما يتم ترويجه حول نفوق 300 ألف قط وقطة بسبب انتشار الفيروس الذي يطلق عليه اختصارا اسم FIP، وأشارت في بيان، إلى أن هناك نحو 8000 إصابة بين القطط منذ مطلع العام الحالي، حسب استبيان شاركت فيه 32 عيادة بيطرية. لكن الصورة على الأرض مغايرة لما تحاول الجمعية تصديره، إذ يتحدث عدد من المهتمين برعاية القطط عن معاناة الآلاف من حيواناتهم من المرض.

تقول ميخايلا ليفثيرو، من مدينة نيقوسيا، لـ"العربي الجديد": "كنت أقوم برعاية اثنين من القطط، وبعد تخفيف قيود كوفيد-19 في أوائل عام 2021، ظهرت عليهما أعراض غريبة. بدأت القطط تفقد شهيتها للطعام، وبالتالي وزنها، وأصبحت لاحقاً مشلولة مع وجود بقع ونتوءات في منطقة الرأس. كلفتني معالجتهما لأسبوعين في أحد مراكز الرعاية البيطرية نحو 120 يورو، وحالياً أخشى من مغادرتهما المنزل بسبب تفاقم الإصابات بفيروس كورونا القطط الذي يتحور".

وكلف تحور الفيروس إيلين موس، من مدينة لارنكا؛ نحو 2000 يورو، وتقول لـ"العربي الجديد": "لديَّ 8 قطط، وأصيب أحدها بما يشبه إنفلونزا القطط الشائعة. لكن ما لبث أن تحوّل الأمر إلى مرض مهلك يملأ جسم القط بالسوائل، ويسبب له مشاكل عصبية تدفعه إلى العزلة حتى الموت". وتضيف موس: "لا أحد يعرف لماذا تفاقمت الإصابات خلال هذا العام. علماً أنه كان هناك نحو 100 إصابة فقط خلال السنوات الأخيرة، حاليا، يجري الحديث عن 300 ألف إصابة. لا يمكن أن تسافر القطط من دون فحوص، وجواز سفر مستوفي الشروط الصحية، وبالتالي يصعب انتقال العدوى عبر الحدود. لكن حكومة قبرص لا تفعل شيئاً متذرعة بغلاء اللقاح، وصعوبة توفيره، وحسب ما أخبرني طبيب بيطري، يمكن استيراد اللقاح بشكل غير قانوني من ألمانيا أو كندا. يحتاج قطي المصاب إلى حقنة كل يوم لمدة 90 يوماً، وهذا يكلفنا الكثير، لكن ماذا أفعل؟ هل أتركه يموت؟ ما لم أفهمه حتى الآن، لماذا أصيب قط واحد من بين 8 قطط أربيها؟ ويقال إنه يمكن للقاح كوفيد-19 المستخدم للبشر أن يعالج المرض، وهو أرخص بكثير، لكن ذلك ممنوع".

توثق الشابة لين أوفا أوضاع القطط في مدينة ليماسول بالصور، وتقول لـ "العربي الجديد": "أوضاع كورونا القطط في قبرص ستتفاقم بسبب إهمال الدولة. هناك مئات القطط التي تولد ضعيفة بسبب سوء المناخ، وهي تمرض بسهولة لعدم توفر الرعاية. علينا محاربة هذا قبل خروج الوضع عن السيطرة. لا توجد رعاية مجانية للحيوانات الضالة، ومنذ عشر سنوات يزداد الوضع سوءاً".
تضيف أوفا: "قبل أيام، كانت هناك قطة مشلولة على طريق ليماسول الرئيسي، وثلاث جثث لقطط صغيرة في وسط الطريق. كما رأيت قطاً نحيلاً يستطيع المشي بالكاد. هذا جزء من قائمة الحزن اليومية التي أعيشها مع هذه المخلوقات الضعيفة".
ويوضح الطبيب البيطري لامبروس يانيذو، لـ"العربي الجديد"، أن "القطط تصاب بالعدوى أثناء تنظيف نفسها، أو أثناء تناول الطعام، وبشكل عام عن طريق التلامس مع المواد الملوثة. أبرز الأعراض التي تظهر على القطط المصابة هي فقدان الشهية، وفقدان الوزن، والتهاب الغشاء البريتوني، والتهاب الصفاق نتيجة تجمع السوائل في البطن وتورمها (الاستسقاء)، إضافة إلى ضيق التنفس نتيجة تراكم السوائل في البطن، ومشكلات في العيون، ومشكلات عصبية، وحمى لا تستجيب للمضادات الحيوية".

يتابع يانيذو: "فيروسات كورونا تصيب غالباً الأنف والحنجرة، أو الجهاز الهضمي، لكن الفيروس الذي يسبب FIP مختلف، ويصيب القطط فقط، وتنتشر العدوى بشكل كبير في الأماكن التي تتم فيها رعاية أعداد كبيرة من القطط، والمشكلة الكبرى هي تحور الفيروس".
وكان فيروس FIP في السابق مرضاً قاتلاً، بحسب اتحاد الجمعيات البيطرية الأوروبية لرعاية الحيوانات (FECAVA)،  والذي نشر مؤخراً عدداً من الأوراق البحثية حول خيارات العلاج، ومنها لقاحات remdesivir وGS-44152، وهي متاحة في المملكة المتحدة وأستراليا، ويمكن تصديرها إلى العديد من البلدان، ويؤكد الاتحاد أن انتشار FIP السريع في قبرص، خصوصاً بين القطط المنزلية، يشير إلى وجود سلالة شديدة الضراوة من الفيروس في الجزيرة.